البيت_الأبيض : زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الى إيران تظهر مدى عزلة روسيا بعد هجومها العسكري على أوكرانيا

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، يوم الثلاثاء، إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيران تظهر مدى عزلة روسيا بعد هجومها العسكري على أوكرانيا.

وبحسب إذاعة “فردا” الأميركية الناطقة بالفارسية قال المتحدث، ردا على سؤال حول تقييم أسباب زيارة فلاديمير بوتين لطهران: “لدي ثلاث نقاط في ذهني بشأن هذه الزيارة، أولا، تظهر مدى عزلة بوتين وروسيا، مما اضطره إلى التوجه لإيران طلبا للمساعدة”. وأضاف أن النقطة الثانية هي أن صناعة الدفاع الروسية تواجه صعوبات، وأنها غير قادرة على تلبية احتياجات الحرب في أوكرانيا.

صناعة الدفاع الروسية تواجه المشاكل
كما أكد جون كيربي أن المعدات العسكرية الروسية، بما في ذلك الدبابات والطائرات، تواجه مشاكل في مجال الإصابة الدقيقة لأهدافها، وخاصة فيما يتعلق بالمكونات الإلكترونية الدقيقة، التي لا يمكن استيرادها بسبب العقوبات.

وواصل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض يقول إن النقطة الأخرى هي أن هذه الرحلة هي علامة على أن فلاديمير بوتين ليس لديه نية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ولا يريد الدخول في مفاوضات بحسن نية للوصول إلى اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتابع كيربي يقول “وبالمقابل، سيشتري (فلاديمير بوتين) مئات الطائرات بدون طيار وسيواصل قتل الأوكرانيين”.

وصول بوتين إلى طهران وإثارة موضوع المسيرات
كان في استقبال الرئيس الروسي لدى وصوله يوم الثلاثاء إلى مطار مهر آباد بطهران وزير النفط الإيراني جواد أوجي، ثم التقى أولاً بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ثم مع المرشد الإيراني علي خامنئي وهذا هو الاجتماع الخامس بين فلاديمير بوتين وعلي خامنئي.

وقد أثيرت قبل أسبوع من زيارة بوتين لطهران، إمكانية بيع مسيرات إيرانية إلى روسيا بهدف استخدامها في حرب أوكرانيا، حيث قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في 11 يوليو/تموز، إن روسيا طلبت من إيران تسليمها “مئات المسيرات” القادرة على حمل أسلحة بغية استخدامها في الهجمات العسكرية ضد أوكرانيا.

وأشار جيك سوليفان أيضا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية في يونيو الماضي، تظهر المسيرات التي تفقدها الوفد الروسي، مضيفا “هذا يظهر اهتمام روسيا المستمر بامتلاك المسيرات الإيرانية القادرة على شن الهجمات”.

وأضاف، مع ذلك لدى واشنطن، “معلومات” تظهر أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام الطائرات المسيرة المذكورة.
كما حذر مس

أشار الأمن القومي الأميركي بعد يومين من ذلك إلى أن جهود فلاديمير بوتين لتوسيع العلاقات مع إيران في خضم الحرب الأوكرانية تشكل “تهديدا عميقا”.

هل المسيرات الإيرانية متطورة إلى هذه الدرجة؟!
وفي غضون ذلك، نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني في 15 يوليو/تموز، تزويد روسيا بمسيرات إيرانية لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وقال إن هذا الادعاء طرحته الولايات المتحدة “تماشيا مع أهداف سياسية وأغراض خاصة”.

سؤالان يطرحهما المتابعون للحرب في أوكرانيا بإلحاح، الأول، هل المسيرات التي تصنعها إيران متطورة إلى هذه الدرجة لتدفع روسيا إلى استخدامها في الحرب؟ والسؤال الثاني: إلى أي مدى أصبح الوضع العسكري الروسي مترديا لدرجة جعلها تفكر في شراء أسلحة من إيران؟

يذكر أن الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ نحو ستة أشهر ، ونتيجة لإطالتها بات الجيش الروسي يواجه نقصا كبيرا في المعدات المتطورة، على سبيل المثال، فقد تسبب فقدان عدد كبير من دبابات T-72 وT-80 وT-90، في قيام روسيا باستخدام دبابات T-62 القديمة جدا والمتقاعدة من الخدمة.. كما تواجه روسيا مشاكل في مجال تصنيع الدبابات الجديدة بسبب عدم الحصول على بعض الرقائق الدقيقة بسبب العقوبات الغربية.

وهناك نقص في عدد الصواريخ الهجومية، مما دفع الجيش الروسي إلى إعادة استخدام صواريخ توشكا الباليستية التي خرجت من الخدمة، أو استخدام صواريخ إس -300 المضادة للطائرات كصواريخ أرض-أرض في الهجمات البرية، وفي بعض الحالات، يتم استخدم صاروخ كروز “خا22” المضاد للسفن ضد الأهداف الأرضية.
أما بالنسبة لسلاح الجو الروسي، ورغم أن الأضرار التي لحقت به أقل بكثير، إلا أن روسيا فقدت حتى الآن، 35 طائرة مقاتلة ثابتة الجناحين و49 طائرة مروحية، وفقًا للإحصاءات الموجودة المدعومة بالصور، لكن في مجال المسيرات، فقد أسقطت نحو 100 مسيرة حتى الآن، وهذه الخسارة الكبيرة دفعت موسكو إلى استخدام المسيرات المدنية التابعة للشرطة وحرس الحدود ورجال الإطفاء وحراسة الغابات والطوارئ.

وبسبب اتساع ساحة المعركة في أوكرانيا والتهديد المستمر للمدفعية وقاذفات الصواريخ الأوكرانية، بات الجيش الروسي بحاجة ملحة للمزيد من المسيرات، وتصنع إيران أنواع المسيرات القتالية والاستكشافية والانتحارية، بغض النظر عن مدى تطورها، حيث بإمكان روسيا تطويرها.

واكتسبت روسيا تكنولوجيا صناعة المسيرات من إسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، فإن موسكو بحاجة ماسة إلى استيراد قطع غيار من الخارج لإنتاج المسيرات بأعداد كبيرة، ويبدو أن العقوبات المفروضة على روسيا تعيق بشدة عملية توريد أجزاء هذه المسيرات، لذا أصبحت المسيرات الإيرانية البديل الأسهل والأرخص.

مصر تضع الصبة الخرسانية لأول مفاعل نووي بمحطة الضبعة

تنظم هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء برئاسة الدكتور أمجد الوكيل، حفلا هندسيا بمناسبة بدء أعمال الصبة الخرسانية لأول وحدة نووية بمحطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء.

وبحسب بيان، الثلاثاء، يحضر الحفل الهندسي الذي تقيمه الهيئة في أرض المحطة النووية بالضبعة عدد كبير من رجال الدولة.

يذكر أن هيئة الرقابة النووية اصدرت اذن انشاء الوحدة الأولى للمحطة النووية نهاية الشهر الماضي حيث من المقرر أن تقوم شركة روساتوم النووية الروسية ببناء أول محطة للطاقة النووية في تاريخ مصر ويجري بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على سواحل البحر الأبيض المتوسط وتتألف المحطة من 4 وحدات لتوليد الطاقة مجهزة بمفاعلات الجيل الثالث + (في في إي أر 1200) بقوة 1200 ميجاوات.

فضيحة صديق رئيس أوكرانيا الذي يقود المخابرات تكشف حجم الفساد الصادم بالبلاد

الوكالة الأمنية التي كان يترأسها صديق طفولة الرئيس الأوكراني قد تكون متورطة في فضيحة تسليم مدينة أوكرانية للروس دون قتال، والمفارقة أن هذه الوكالة، التي تُدعى وكالة أمن الدولة الأوكرانية، هي نفسها المكلفة بحماية البلاد من التجسس.

وتحول رئيس جهاز الأمن الداخلي القوي في أوكرانيا، المعروف باسم “إدارة أمن الدولة”، إلى محور لفضيحة كبرى، بدأت تتكشف ويتم تسليط الضوء عليها مؤخراً قبل أن يقيله الرئيس الأوكراني.

وأقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، بشكل مفاجئ إيفان باكانوف، صديق طفولته ورئيس وكالة أمن الدولة الأوكرانية، والمدعية العامة للدولة إيرينا فينيديكتوفا، التي لعبت دوراً رئيسياً في مقاضاة جرائم الحرب الروسية.

وبرر الرئيس الأوكراني قراره بعشرات حالات التعاون مع روسيا التي تورط فيها مسؤولون في الوكالتين اللتين تخضعان لرئاسة باكانوف وفينيديكتوفا، حسبما ورد في تقرير لوكالة Reuters.

وتعد هذه أكبر عمليات طرد سياسي منذ غزو روسيا للبلاد في 24 فبراير/شباط 2022.

وكالة الدولة الأوكرانية مخترقة من الروس
وقال زيلينسكي، في منشور على Telegram، إنه أقال كبار المسؤولين لأنه تبين أن العديد من أعضاء وكالاتهم قد تعاونوا مع روسيا، وهي مشكلة قال إنها أثرت على وكالات أخرى أيضاً.

وذكر أنه تم فتح 651 قضية خيانة وتعاون مزعومة ضد مسؤولي الادعاء وإنفاذ القانون، وأن أكثر من 60 مسؤولًا من وكالتي باكانوف وفينيديكتوفا يعملون الآن ضد أوكرانيا في الأراضي التي تحتلها روسيا.

يكشف العدد الهائل من قضايا الخيانة عن التحدي الهائل المتمثل في التسلل الروسي الذي تواجهه أوكرانيا في الوقت الذي تحارب فيه كييف ضد الجيش الروسي موسكو فيما تقول إنه صراع من أجل البقاء.

وقال زيلينسكي: “مثل هذه المجموعة من الجرائم ضد أسس الأمن القومي للدولة، تطرح أسئلة خطيرة للغاية على القادة المعنيين، وكل سؤال من هذه الأسئلة سيحصل على إجابة مناسبة”.

في محاولة لتبرير قرارته، أشار زيلينسكي إلى واقعة مشابهة حين أمر باعتقال الرئيس السابق لجهاز الأمن الاستراتيجي زيلينسكي كولينيش الذي كان يشرف على منطقة القرم، التي ضمتها روسيا، وقال زيلينسكي إنه أقال هذا المسؤول الأمني ​​الكبير في بداية الغزو الروسي، وهو القرار الذي قال إنه ثبت الآن أنه مبرر.

عين زيلينسكي كولينيش في أكتوبر/تشرين الأول 2020 ، لكنه طرده في 2 مارس/آذار من هذا العام، وقال: “تم جمع أدلة كافية للإبلاغ عن هذا الشخص بشبهة الخيانة، وتم توثيق جميع أنشطته الإجرامية”.

وتوصف أوكرانيا بأنها أفقر وأفسد دولة في أوروبا، إلا أن فضيحة التجسس في وكالة الأمن الوطني الأوكرانية، تشير إلى أن الأمر لا يتقصر على الفساد، ولكن نحن أمام اختراق روسي قوي قد تكون له علاقة بجذور هذا الجهاز ذي الأصول السوفيتية.

وكانت المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا قبل الحرب مرتعاً لممارسات فساد كبيرة؛ حيث اعتاد المدنيون والجنود، على حد سواء، تسريب الأسلحة إلى شبكة تهريب أسلحة غير شرعية متوسعة، حسبما ورد في تقرير لموقع Responsible Statecraft الأمريكي.

وحتى بعد نشوب الحرب، أفادت تقارير بأن جنوداً أوكرانيين باعوا أسلحة منحها الغرب لبلادهم في السوق السوداء.

سقوط مدينة خيرسون الاستراتيجية دون قتال يثير علامات استفهام
وسيطرت القوات الروسية على مساحات شاسعة من جنوب وشرق أوكرانيا خلال المرحلة الأولى من الغزو.

ولا يزال من غير الواضح كيف سقطت منطقة خيرسون الجنوبية التي تحتلها روسيا بهذه السرعة، على عكس المقاومة الشرسة حول كييف التي أجبرت روسيا في النهاية على الانسحاب للتركيز على إقليم دونباس في الشرق، علماً بأن الجنوب الأوكراني أبعد عن قوات الإمدادات الروسية الرئيسية من الشرق والشمال الأوكراني الملاصقين للحدود الروسية والبيلاروسية.

وتم إلقاء اللوم في على وكالة أمن الدولة الأوكرانية في سرعة سقوط هذه المدينة الاستراتيجية، التي تربط بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وبين إقليم دونباس، الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات التابعة لها.

وقد أتاح الاستيلاء على خيرسون للقوات الروسية موطئ قدم حاسماً في المنطقة الجنوبية من البلاد على طول ساحل البحر الأسود.

تم تعيين باكانوف لرئاسة إدارة أمن الدولة في عام 2019، وهو واحد من مجموعة من الوجوه الجديدة التي برزت بعد فوز زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق، بالانتخابات في وقت سابق من ذلك العام.

ولكن من الواضح أنه رُفِض قرار تعيين باكانوف باعتباره غير محترف في هذا المنصب الحساس، سواء من قبل المعارضة الأوكرانية أم من قبل الرعاة الغربيين لكييف.

فقبل إقالته من قبل الرئيس الأوكراني بنحو 3 أسابيع نشرت صحيفة Politico الأمريكية، تقريراً يهاجم باكانوف ووكالة أمن الدولة الأوكرانية التي يترأسها بشكل حاد، ويتهم التقرير الوكالة بالمسؤولية عن سقوط خيرسون في يد الروس، حيث قال التقرير إن هروب بعض العاملين في الجهاز من مواقعهم ساعد على على ما يبدو قوات الكرملين على تجنب الألغام الأرضية، وتوجيه طائراتها الهجومية لتفجير مدن أوكرانية.

من مدير شركة ترفيه إلى رئيس أهم وكالة استخباراتية في أوكرانيا
باكانوف (يبلغ من العمر 47 عاماً) كان بجانب زيلينسكي منذ أن ارتقى الأخير من كوميدي هزيل في مدينة كريفي ريه الصناعية جنوب وسط البلاد إلى زعيم قوي متمرس في الحرب ومشهور خارج حدود أوكرانيا، حسب تعبير الصحيفة الأمريكية.

وكان إيفان باكانوف يدير شركة الترفيه الخاصة بزيلينسكي، ثم حملته الرئاسية.

وقبل إقالة باكانوف، نصح دبلوماسي غربي كييف بضرورة إجراء الإصلاحات اللازمة لتجديد وكالة أمن الدولة الأوكرانية، حسب تقرير الصحيفة الأمريكية.

وقبل صدور قرار الإقالة، انقطعت العلاقة بين الصديقين القديمين زيلينسكي وباكانوف، باستثناء الأعمال الحكومية. وأخبر أحد المسؤولين الأوكرانيين صحيفة بوليتيكو بأن الرئيس الأوكراني كان قلقاً بشأن التداعيات المتعلقة بطرد شخص ما من دائرته الداخلية.

إيفان باكانوف، رئيس وكالة أمن الدولة الأوكرانية
إيفان باكانوف، رئيس وكالة أمن الدولة الأوكرانية/ويكيبديا
وانتقدت أحزاب المعارضة الأوكرانية تعيين باكانوف في عام 2019، وقالت إن شخصًا من خلفيته غير لائق لقيادة وكالة جمع المعلومات الاستخبارية. ولكن لم يكن هناك الكثير من المعارضين الذين يمكنهم وقف خطوة تعيين الرجل الذي كان واحداً من المقربين من الرئيس والشركاء التجاريين الأكثر ثقة بالنسبة له.

يزعم الكثيرون في كييف أنه فشل في الرد على الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط وقيادة وكالته العملاقة بشكل صحيح.

قال مسؤول أوكراني كبير مقرب من زيلينسكي لـPOLITICO شريطة عدم الكشف عن هويته قبل قرار الإقالة: “نحن غير راضين تماماً عن وظيفته ولا مهاراته الإدارية، ونعمل على التخلص منه”.

وقال المسؤولون والدبلوماسي الغربيون إن القلق أكبر من مجرد باكانوف؛ إنه يتعلق أيضاً بقرارات العديد من كبار موظفي الوكالة في الساعات والأيام الأولى من الغزو الروسي التي ربما كلفت أوكرانيا أراضي ثمينة، بما في ذلك مدينة خيرسون الإستراتيجية.

أوامر وتصرفات غريبة
أمر الجنرال سيرهي كريفوروتشكو، رئيس وكالة أمن الدولة في خيرسون، ضباطه بإخلاء المدينة قبل أن تقتحمها القوات الروسية بالمخالفة لأوامر زيلينسكي، كما تزعم السلطات الأوكرانية.

في غضون ذلك، زعمت السلطات أن العقيد إيهور صدوخين، مساعده ورئيس مركز مكافحة الإرهاب في المكتب المحلي، قد أبلغ القوات الروسية المتجهة شمالًا من شبه جزيرة القرم بمواقع الألغام الأوكرانية، وساعد في تنسيق مسار طيران للطائرات الروسية. بينما هرب في قافلة من عملاء إدارة أمن الدولة المتجهة غرباً.

كانت خيرسون المدينة الأوكرانية الأولى التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية الغزو الشامل. احتلها الجيش الروسي في 3 مارس/آذار، بعد 7 أيام من شن القوات الروسية هجومها على أوكرانيا.

تمكنت القوات الروسية من الاستيلاء على خيرسون بهذه السهولة بسبب فشل مسؤولي أمن الدولة هناك في تفجير جسر أنتونوفسكي الذي يعبر نهر دنيبرو، ما سمح للقوات الروسية بالانتقال إلى المدينة، حسبما قال المسؤولون الأوكرانيون.

في مؤشر على نقص الولاء داخل الرتب العليا في وكالة أمن الدولة الأوكرانية، هرب مسؤول كبير ثالث سابق، يدعى أندري نوموف، وهو عميد ترأس قسم الأمن الداخلي للوكالة، وهي وحدة تشمل مسؤولياتها منع الفساد داخل إدارة أمن الدولة، إلى الخارج قبل بضع ساعات من الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط 2022.

اتهمت السلطات الأوكرانية جميع المسؤولين الثلاثة السابقين في وكالة أمن الدولة الأوكرانية بخيانة البلاد.

في خطابه في 31 مارس/آذار 2022، جرد زيلينسكي نعوموف وكريفوروشكو من رتبهما ووصفهما بـ”الخونة”.

واحتجزت السلطات الأوكرانية صادوخين وكريفوروشكو، واعتُقل نوموف في 7 يونيو/حزيران 2022 في صربيا، حيث ضبط مع مهرب ألماني و600 ألف يورو و125 ألف دولار ومجموعة من الزمرد، وتسعى كييف لتسلمه لإخضاعه للمحاكمة.

“هناك الكثير من مديري إدارة أمن الدولة الإقليميين الذين تصرفوا بشكل غريب؛ فلقد هرب البعض منهم أثناء الحرب، حسب الصحيفة الأمريكية.

على سبيل المثال، في تشيرنيهيف، أحرق مبنى وحدة إدارة الأعمال بالكامل دون سبب، وقال مسؤول إنه ليس لديه وقت لإخراج جميع المستندات”، في حين قال المسؤول الأوكراني الكبير الذي تحدث إلى صحيفة بوليتيكو إن الشرطة وغيرها من وكالات إنفاذ القانون في المدينة كانت قد نجحت في إزالة الوثائق الحساسة من مكاتبها، الأمر الذي ألقى بظلال من الشك حول قرار مسؤولة وكالة الأمن الوطني الأوكرانية بإحراق المبنى.

وكالة عملاقة جذورها تعود لـ”كي جي بي”
وتُعرف وكالة إدارة الأمن الوطني بالاختصار الأوكراني “SBU”، وهي الوكالة الخلف للاستخبارات السوفيتية الشهيرة “كي جي بي- KGB”.

مع وجود أكثر من 30 ألف موظف بها، فإن وحدة إدارة الأعمال تزيد 7 مرات عن حجم الاستخبارات البريطانية، وتعادل تقريباً حجم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الذي يوظف 35 ألف شخص، على الرغم من أن أوكرانيا أصغر بـ16 مرة من الولايات المتحدة في عدد السكان.

وفي حين أن هذه الوكالة مكلفة بالمهام المحلية التقليدية مثل جمع المعلومات الاستخبارية والاستخبارات المضادة، تتجاوز أنشطة إدارة أمن الدولة نطاق الوكالات المماثلة في الدول الغربية؛ حيث إن من مهامها مكافحة الجرائم الاقتصادية والفساد.

اتهامات بإساءة السلطة
مع هذا التفويض الشامل، واجهت هذه الوكالة منذ فترة طويلة اتهامات بإساءة استخدام السلطة والفساد داخلها، بما في ذلك الوحدات التي تهدف إلى محاربة تلك الأشياء بالتحديث، وقد ثبت إلى حد كبير أن الوكالة غير قابلة للتغيير.

في الواقع، فشلت محاولات إصلاح وكالة أمن الدولة الأوكرانية، حسب تقرير الصحيفة الأمريكية.

ويقول التقرير إن اختراق الجواسيس الروس لوكالة الأمن الوطني الأوكرانية، أضر كثيراً بالمصالح الأمنية للبلاد، على الرغم من الجهود المبذولة لاستئصالها.

وصلت الانتقادات الموجهة للوكالة إلى مرحلة حرجة في عام 2018، عندما زيفت وحدة الاستخبارات العسكرية مقتل صحفي روسي منشق لفضح فرقة اغتيال استأجرتها موسكو لاغتيال شخصيات بارزة داخل أوكرانيا. وغضب مراقبو وسائل الإعلام الدولية وغضبت الحكومات الغربية كذلك.

بعد فوز زيلينسكي بأغلبية ساحقة في التصويت الرئاسي في عام 2019، شرع في تنظيف إدارة أمن الدولة، واستغل صديقه باكانوف لقيادة المهمة، في محاولة لإظهار تصميم الزعيم المنتخب حديثاً على أن يثبت للغرب أن كييف كانت جادة بشأن الإصلاحات.

قال أليكس كوكشاروف، محلل مخاطر الدول المقيم في لندن والذي يركز على أوكرانيا وروسيا لصالح S&P Global، إن سلسلة من الفضائح في السنوات الأخيرة ألقت بظلالها على إدارة أمن الدولة. أظهرت أن كييف ضيعت سنوات دون إصلاح الوكالة.

كانت وكالة أمن الدولة الأوكرانية مكلفة بإجراء تحقيقات متعلقة بالاقتصاد، والاقتتال الداخلي بين الوكالات الأمنية المختلفة في أوكرانيا، الذي أدى إلى عدم الاستعداد الكافي لمواجهة الروس في مناطق محددة مثل الجنوب والشرق، والتي كانت الأهداف التي كان يتوقع قبل بداية الحرب أن يهاجمها الروس، حسبما قال كوكشاروف.

وقال إن إحدى نقاط قوة وحدة إدارة الأعمال هي قدرة الوكالة على تحديد المخربين والمتعاونين خارج أسوارها، مثل المدنيين الذين ساعدوا في توجيه نيران المدفعية الروسية على الأرض، غالباً مقابل المال أو الوعد بحياة أفضل.

أزمة أوكرانيا .. فساد واختراق غربي وروسي على السواء
تظهر فضيحة وكالة الأمن الوطني الأوكرانية، درجة تشعب الفساد في البلاد، وتعقدها، فنحن أمام حالة واضحة للمحسوبية تورط بها الرئيس الأوكراني الموالي للغرب الذي جاء بصديق وشريك له في عالم التجارة والفن، ليتولى رئاسة وكالة مكافحة تجسس تعود جذورها للحقبة السوفيتية العتيدة، وتضم آلاف الجواسيس المتهمين بالفساد، وتجاوز مهماتهم.

وفي الوقت ذاته، فإن هذه الوكالة التي تعود جذورها للاستخبارات السوفيتية، بطبيعة تركيبتها وطبيعة المجتمع الأوكراني المنقسم، وبسبب انتشار الفساد، فإن أفراداً منها لديهم علاقات مع روسيا أو هم حتى عملاء لها.

وبعضهم قد يعتبر نفسه، صديقاً لروسيا وليس عميلاً، تماماً مثلما يعد الرئيس الأوكراني نفسه صديقاً للغرب.

فالمجتمع الأوكراني الذي يعاني تاريخياً من درجة عالية من فساد النخب، كما وصفته المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، والممزق بين صلاته الإثنية والتاريخية والاقتصادية مع روسيا ابنة العم السلافية الكبرى، وبين تطلعاته وهوسه بتقليد الغرب شكلياً، جعل من السهل أن يكون هناك اختراق روسي للأجهزة الأمنية، تماماً كما سهل ذلك على الغرب دعم المعارضة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس المنتخب الموالي لروسيا فيكتور يانكوفيتش عام 2014.

وبقدر صلابة المقاومة الأوكرانية حتى الآن، ضد الجيش الروسي، إلا أن طبائع الأمور، وخاصة التداخل الإثني والثقافي بين الروس والأوكرانيين، مع ميل النخب الأوكرانية للتحالف مع الأقوى، سيؤدي إلى تحول كثير من النخب الأوكرانية الموالية للغرب للتحالف مع الاحتلال الروسي في المناطق التي ستطول إقامة الروس بها.

السلاح الذي تريد كل الدول الكبرى امتلاكه؟

هذه الأسلحة مميتة وتطير بسرعة كبيرة. نظرًا لعدم وجود دفاعات ضد هذا السلاح حاليًا ، تتسابق الدول لتطوير هاته القدرة.

لماذا تحظى الأسلحة فرط الصوتية بالاهتمام؟

وفقًا للخبراء ، أعطى عدد من الدول القوية مؤخرًا الأولوية لتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

يأتي هذا التقييم في وقت تعمل فيه عدة دول ، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا ، على صنع أسلحة ذات قوة تدميرية كبيرة ، وفائقة سريع ، وذات مدى موسع ، ويصعب إيقافها.

الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ، والتي يمكن أن تتحرك بسرعة خمسة أضعاف سرعة الصوت وتستخدم في الأدوار المضادة للسفن أو الهجوم البري ، تمثل تهديدًا خطيرًا ويمكن أن توفر لأحد الجانبين ميزة حاسمة إذا كان الطرف الآخر غير قادر على الدفاع عن نفسه.

وقال الجنرال الأمريكي مارك ميلي إن اختبار الصين للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت “يلفت انتباهنا بالكامل”.

لمواكبة التطور السريع لهذه الأسلحة في الصين وروسيا ، والتي يُزعم أنها رائدة في هذا المجال ، تعمل الدول الغربية على تطوير الأسلحة الفرط صوتية.

تقوم الصين حاليًا بنشر القاذفة المضادة للسفن CH-AS-X-13 ، جنبًا إلى جنب مع المركبة الانزلاقية DF-17 التي فرط الصوتية. بالإضافة إلى ذلك ، تم اختبار مركبة مدارية أسرع من الصوت من قبل البلاد في عام 2017.

كما أن روسيا صنعت نظامًا فريدًا من نوعه من طراز كينجال Kinzhal جو-أرض. يمكن لصاروخ كينجال أن يسافر بسرعة 12 ضعف سرعة الصوت ويبلغ مداه أكثر من 2000 كيلومتر. دخل كينجال للخدمة اعتبارًا من ديسمبر 2017.

في الآونة الأخيرة ، أجرت الولايات المتحدة أول اختبار ناجح لسلاح فرط صوتي يتم إطلاقه من الجو ، ويبدو أنها لا تزال متخلفة وحلفائها عن روسيا والصين في هذا المجال.

بموجب المعاهدة الأمنية الثلاثية Aukus ، قررت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا العمل معًا في أبريل لتطوير أسلحة متقدمة فرط صوتية وأسلحة مضادة للصواريخ الفرط صوتية.

من ناحية أخرى ، يفكر الجيش الياباني في إنشاء صاروخ مضاد للسفن فرط صوتي بحمولة تم إنشاؤها خصيصًا لاختراق حاملات الطائرات.

وقال تيموثي هيث ، محلل أمني كبير في مركز الأبحاث الأمريكي راند: “تعمل جميع الحكومات على صنع أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت ، لأن هذه تقنية جديدة وليست هناك وسيلة للحماية ضدها”.

أسلحة يجب الحذر منها

تقوم الدول في المقام الأول بتطوير أسلحة فرط صوتية لأسباب رادعة. تعمل الدول على تطوير قدراتها الخاصة لأنه لا توجد حاليًا أي ضمانات ضد هذا السلاح، وفق هيث.

ومع ذلك ، توقع الخبير نفسه أيضًا صراعات محتملة إذا حشدت الدول إمداداتها من الصواريخ الفرط صوتية.

وقال إن هناك فرصة في أن تخطئ دولة ما وتطلق أحد الصواريخ في حالة حدوث أزمة ، مما يؤدي إلى شن هجمات انتقامية. وأضاف أن “هذه الصواريخ تتحرك بسرعة كبيرة ولا يمكن اعتراضها”.

ووفقًا للدراسة ، فإن “جميع الأطراف ستحتاج بشكل متزايد إلى تحديد طرق تهدئة التوترات وتعزيز عمليات إدارة الأزمات للتخفيف من المخاطر”.

ودعم مالكولم ديفيس ، كبير المحللين في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي ، تصريحات هيث.

وقال ديفيس ، مع بدء المزيد من الدول في إدراك أهمية هذا النوع من التكنولوجيا في الهجمات ، “أعتقد أننا ربما نشهد بدايات سباق نحو امتلاك الصواريخ الفرط صوتية. لتوفير إمكانية الهجوم بعيد المدى ضد أهداف بحرية وبرية.”

ووفقًا للدراسة ، فإن “جميع الأطراف ستحتاج بشكل متزايد إلى تحديد طرق تهدئة التوترات وتعزيز عمليات إدارة الأزمات للتخفيف من المخاطر”.

ووفقًا للمحلل الدفاعي طفيل بكشي ، فإن الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قد أدى إلى تسريع وتيرة العمليات العسكرية المعاصرة.

وقال طفيل: “إن استخدام الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت يعمل حاليًا على تغيير التكتيكات والعقائد لجعل قوات ساحة المعركة أكثر استجابة. يجري حاليًا تطوير أجهزة استشعار متقدمة بجهد كبير. تكنولوجيا الأقمار الصناعية المتقدمة يمكنها اكتشاف هذه الأسلحة بشكل فعال.”

أوكرانيا: أنظمة القبة الحديدية الإسرائيلية غير قادرة على مواجهة الصواريخ الروسية

أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم الروسي الأخير على الشقق المدنية في دونيتسك ، زاعمًا أن الضربات الجوية استمرت بلا هوادة. ومع ذلك ، وسط الهجمات الصاروخية المستمرة ، أدلى وزير الدفاع الأوكراني بتصريحات صادمة حول نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي الذي تحتاجه كييف للدفاع عن نفسها.

في 9 يوليو ، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن الدولة المحاصرة لا تحتاج إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي “القبة الحديدية”. تأتي هذه التصريحات بعد مناشدات كييف السابقة لإسرائيل لتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بمعدات عسكرية دفاعية.

في 7 يونيو ، صرح سفير أوكرانيا في إسرائيل ، يفجن كورنيتشوك ، أن كييف تريد شراء نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية للدفاع عن النساء والأطفال المدنيين من الصواريخ الروسية ، وفق صحيفة جيروزاليم بوست.

سعت أوكرانيا أولاً لشراء القبة الحديدية بعد الغزو ، لكن الطلب لم يتم قبوله. وبحسب ما ورد منعت إسرائيل اقتراحًا أمريكيًا لتسليم بطاريات صواريخ القبة الحديدية إلى أوكرانيا لأنها قد تضر بعلاقاتها مع روسيا.

نظام القبة الحديدية قرب سديروت
نظام القبة الحديدية قرب سديروت
القبة الحديدية لها تاريخ من النجاح في القتال. بعد المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية في غزة العام الماضي ، يُعتقد أن هذه الأنظمة الصاروخية اعترضت 90٪ من الصواريخ التي تم إطلاقها ، كانت أوكرانيا أول من أبدى اهتمامًا بالقبة الحديدية.

ومع ذلك ، في ما يمكن أن يكون تحولًا بزاوية 360 درجة للبلاد ، قال وزير الدفاع إن نظام القبة الحديدية الإسرائيلية لا يمكنه الحماية من الصواريخ الروسية.

في حديثه في قمة فوربس ، ذهب إلى حد القول إنه زار إسرائيل وتحدث مع مصنعي المنظومة الصاروخية والشركات التي تديرها الحكومة. تم بناء القبة الحديدية للدفاع ضد الصواريخ منخفضة السرعة ومنخفضة التأثير التي تم إنشاؤها في المرائب. نظام الدفاع غير فعال ضد الصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز.

وادعى ريزنيكوف أنه على الرغم من أنه ليس بشكل مثالي ، يتم بالفعل إسقاط العديد من الصواريخ ، مما يحمي السماء فوق أوكرانيا ، وأن الطائرات الروسية قلقة بالفعل من التحليق فوق أوكرانيا.

لذلك ، شن الروس هجمات من بيلاروسيا والاتحاد الروسي وشبه جزيرة القرم والبحر الأسود وبحر قزوين.

وذكرت قناة فوكس نيوز أن تحذير أوكرانيا من القبة الحديدية يرافقه استعدادها لتطوير نظام دفاع صاروخي مشابه لنظام القبة الحديدية الإسرائيلية بمساعدة شركة JustAnswer في كاليفورنيا.

ووفقًا لـ JustAnswer ، تهدف خطة تحديث نظام “Sky Project” لأوكرانيا إلى بناء نظام دفاع جوي محمول يعمل في جميع الأحوال الجوية يمكنه اعتراض وتدمير الصواريخ وقذائف المدفعية أثناء الدفاع عن ثماني مناطق في أوكرانيا.

الإغراق الصاروخي الروسي

منذ بدء الحرب ، نشرت روسيا أكثر صواريخها تطوراً ضد أوكرانيا. وقد استخدمت على نطاق واسع صواريخ الكروز كاليبر لضرب أهداف في أوكرانيا من سفنها الحربية وغواصاتها في البحر الأسود ، إلى جانب صاروخ باستيون-بي المضاد للسفن الذي استخدمته لاستهداف الأصول البرية الأوكرانية.

يُعد صاروخ إسكندر الباليستي قصير المدى الذي يتم إطلاقه من الأرض سلاحًا آخر مفضلاً تم استخدامه بأغلبية ساحقة من قبل القوات الروسية الغازية ، خاصة في شرق أوكرانيا. كما أرسلت روسيا صواريخ إسكندر إلى بيلاروسيا المجاورة.

شاهد فشل إطلاق صاروخ باليستي روسي من طراز إسكندر-إم فور إطلاقه ضد هدف أوكراني
إطلاق صاروخ “إسكندر”
ليس ذلك فحسب ، فقد استخدمت موسكو أيضًا صاروخ كينجال Kinzhal الفرط صوتي ضد أوكرانيا في أكثر من مناسبة وأصبحت أول دولة تطلق سلاحًا تفوق سرعته سرعة الصوت في القتال.

ونُفذت بعض أكثر الهجمات دموية لروسيا على أوكرانيا باستخدام صواريخ محلية ، بما في ذلك توشكا Tochka-U ، التي أصابت مدينة أوديسا الأوكرانية ومحطة قطار في بلدة كراماتورسك بشرق أوكرانيا.

نشرت روسيا عدة صواريخ دقيقة التوجيه ضد أوكرانيا ، بما في ذلك صواريخ الكروز Kh-101 و Kh-55 التي أطلقت من قاذفات ثابتة الجناحين. كثيرًا ما تحلق هذه الصواريخ فوق أوكرانيا وهي تقترب من أهدافها. ومع ذلك ، في الآونة الأخيرة ، غيرت استراتيجيتها لإحداث المزيد من الخسائر واستخدام صواريخها الموجهة بدقة والمتطورة والمكلفة.

وذكر المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية ، يوري إجنات ، أن روسيا كانت “بخيلة” في استخدام صواريخ عالية الدقة باهظة الثمن. استخدمت القوات الروسية صواريخ KH-59 و Kh-22 السوفيتية القديمة في كثير من الأحيان.

من الجدير بالذكر أن هذه الصواريخ السوفيتية ليست موجهة بدقة ولكن لها قدرة حمولة هائلة ويمكن أن تسبب أضرارًا واسعة النطاق ، خاصة في المناطق المدنية.

مع احتدام الحرب ، هناك القليل من اليقين على الأرض. من المتوقع أن تمطر روسيا الصواريخ على أوكرانيا ، بينما من المتوقع أن تضغط الأخيرة من أجل أنظمة أفضل لمحاربة القوات الروسية. أما بالنسبة لإسرائيل ، فلم يكن هناك أي رد فعلي على هذا الموضوع.

كيف يمكن أن يدمر «المد السلفي اليهودى» إسرائيل ذاتيًّا؟

يتمسك الحريدم بشريعة اليهود الأرثوذكس «الهالاخاه» تمسكًا صارمًا، ويتعلمون في نوع خاص من المدارس الدينية اليهودية يدعى «اليشيفا»، حيث يتعلمون تعاليم الدين، ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، أو من أجل كسب الرزق. أما دراسة الأدب، والفلسفة وغيرها، مرفوضة عندهم.

تزايد نسبة الطلاب الذين يلتحقون بالتعليم الديني عامًا بعد عام في إسرائيل؛ قد يحولها إلى مجتمع ديني أصولي، لا يعمل ولا يتعلم العلوم الحديثة، وقد يؤدي إلى انهيار الدولة في غضون بضعة عقود. هذا ما تقوله نتائج الأبحاث التابعة للمؤسسات الإسرائيلية، فمم يتكون التيار السلفي داخل إسرائيل؟ وما هو موقفه من الكيان الإسرائيلي؟ وكيف هي أوضاعه داخل هذا الكيان؟ كيف تبدو العلاقة بينهم وبين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة؟ هل يمثلون خطرًا على الدولة أم ورقة رابحة في جيبها يمكن استغلالها؟ هذا ما سنوضحه لكم.

-من هم اليهود الأصوليون؟

توجد ثلاثة اتجاهات رئيسية في اليهودية الإسرائيلية يمكن وصفها بالأصولية: الصهيونية الدينية المتشددة، والأرثوذكسية المتطرفة من اليهود «الأشكناز» وهم (اليهود من أصل شرق أوروبي)، والأرثوذكسية المتطرفة من اليهود «السفارديم» وهم (اليهود من أصل شرق أوسطي) والممثلة في حزب «شاس». وتؤكد المجموعات الثلاث على ضرورة الالتزام الصارم بالقوانين الدينية، والمبادئ الأخلاقية الواردة في النصوص اليهودية المقدسة: التوراة والتلمود.

ويرجع ظهور اليهودية الأصولية في إسرائيل إلى بعض الأحداث، التي وقعت قبل تأسيس البلاد في عام 1948؛ فمنذ تدمير الهيكل الثاني للقدس على يد الرومان عام 70 م، كان معظم اليهود يعيشون في مناطق متفرقة بعيدًا عن أرض إسرائيل التي وعد الله بها الشعب اليهودي، وفقًا للكتاب المقدس العبري. وخلال تواجدهم الطويل في المنفى، كان يصلي اليهود في جميع أنحاء العالم كل يوم من أجل مجيء المسيح المنتظر، الذي سوف يعيدهم إلى أرض إسرائيل، وينقذهم من الاضطهاد الواقع عليهم من غير اليهود.

-ثيودور هرتزل

في أواخر القرن التاسع عشر، استنتج بعض اليهود -معظمهم من المثقفين العلمانيين-، مثل ثيودور هرتزل الصحافي والكاتب المسرحي، أن مشكلة معاداة السامية القائمة منذ القدم لا يمكن حلها إلا من خلال إنشاء دولة يهودية؛ وهكذا تشكلت الحركة الصهيونية بهدف تأسيس دولة يهودية في فلسطين. وبدلًا من انتظار الله والمسيح لإعادة اليهود إلى أرض إسرائيل، دعا أعضاء الحركة الصهيونية اليهود في جميع أنحاء العالم أن يأخذوا على عاتقهم العودة إلى هناك، وإنشاء دولة لا يصبح اليهود فيها تحت رحمة غير اليهود.

وقد كان معظم اليهود الأرثوذكس، وخاصة الحاخامات منهم، معارضين للحركة الصهيونية؛ وكانت أسبابهم في ذلك ترجع في المقام الأول إلى دعوة أعضاء هذه الحركة البشر إلى القيام بما لا يمكن أن يفعله سوى الله والمسيح؛ إذ تمثل العودة إلى أرض إسرائيل في الديانة اليهودية التقليدية الخلاص الديني لشعب إسرائيل؛ وبهذا فإن العودة إلى الأرض وخلق دولة من شأنه أن يشكل تحديًا لإرادة الله، ولن يؤدي سوى إلى تأجيل الاسترداد الحقيقي.

علاوة على ذلك، اعترض اليهود الأرثوذكس على حقيقة أن هرتزل ومعظم الزعماء الصهاينة الأوائل لم يشجعوا قيام دولة تتوافق مع الشريعة اليهودية توافقًا صارمًا. ونتيجة لهذه الأسباب، ساد العداء تجاه الصهيونية بين الحاخامات الأرثوذكس والأرثوذكس المتشددين خلال أوائل القرن العشرين. ومع ذلك، فقد اختفى هذا العداء تقريبًا بين الأرثوذكس المتشددين، والصهيونية مع مجيء المحرقة النازية (الهولوكوست)، التي بدت أنها تؤكد الحجة الصهيونية القائلة بأن اليهود لن يصبحوا آمنين سوى في دولتهم.

-الحريدم يرفضون الحداثة

يلتزم اليهود الأرثوذكس المعاصرون بتعاليم الشريعة اليهودية التزامًا صارمًا، لكنهم ابتكروا كذلك طرقًا للمشاركة في المجتمع الحديث، سواء في المنفى خارج إسرائيل، أو داخلها. وفي المقابل، يُصر اليهود الأرثوذكس المتشددين، والذين يطلق عليهم أيضًا «الحريدم»، على فصل أنفسهم عن المجتمع غير اليهودي، بالإضافة إلى اليهود الذين لا يتبعون الشريعة الدينية على نحو صارم كما يفعلون.

يرتدي أتباع هذه الطائفة عادة أزياء يهود شرق أوروبا المتمثلة في معطف أسود طويل، وقبعة سوداء، وشال الطاليت الخاص بالصلاة عند اليهود، أيضًا يميلون إلى إطلاق لِحاهم، وإسدال شعر رؤوسهم خلف آذانهم في خصلات مجدولة. وتتشابه ملابس النساء إلى حد كبير مع ملابس النساء المسلمات المحافظات، إذ يرتدي كثير من نساء الحريدم لباسًا يشبه البرقع، الذي ترتديه المسلمات المحافظات.

-طائفة الحريدم المتشددة

يتمسك الحريدم بشريعة اليهود الأرثوذكس «الهالاخاه» تمسكًا صارمًا، ويتعلمون في نوع خاص من المدارس الدينية اليهودية يدعى «اليشيفا»، حيث يتعلمون تعاليم الدين، والشريعة، والتلمود. ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، أو من أجل كسب الرزق. أما دراسة الأدب، والفلسفة وغيرها، مرفوضة عندهم.

في الغالب، لا يعمل رجال الحريدم في الأنشطة الاقتصادية، ويفضل كثيرون منهم تعلم التوراة والتلمود على العمل؛ إذ يقضون معظم وقتهم في الدراسة الدينية، ويعتمدون على معونات الدولة من مخصصات التأمين الوطني، وضمان الدخل؛ لدعم عائلاتهم الكبيرة التي يبلغ عددها في المتوسط سبعة أطفال تقريبًا.

ويعد الحريدم محافظين إلى درجة التزمت، وقلما يستخدمون التكنولوجيا وبرامجها مثل التلفزيون، والحاسوب، والهاتف النقال. وإذا أراد أحدهم شراء هاتف نقال؛ فإنه بحاجة أولًا إلى موافقة الحاخام على ذلك، وسيحتاج هذه الموافقة أيضًا قبل تحميل أي من التطبيقات على هاتفه الذكي. وقد يحمل بعض الحريدم هواتف بدون تطبيقات، أو هواتف ذكية عادية تحتوي على تطبيق يتتبع تاريخ جميع العناوين التي يجري تصفحها، ويرسل تقريرًا عن كل موقع جرت زيارته إلى شخص معين داخل المجتمع.

– اليهود الأصوليون وعلاقتهم بالحكومة الإسرائيلية

وقف اليهود الحريدم في البداية ضد الصهيونية عند تأسيسها، وعارضوها بشدة في مراحلها الأولى باعتبارها حركة علمانية، تهدد الحياة اليهودية التقليدية، أما اليوم يؤيد العديد منهم الكيان الإسرائيلي ويتعاونون معه. وعلى الجانب الآخر، تُحابي الحكومات الإسرائيلية المتتابعة مجتمعات الحريدم، وتتجنب الدخول معهم في نزاعات، وتغض الطرف عن بعض تجاوزاتهم عندما يتعدون على أقرانهم في الأحياء المجاورة من اليهود العلمانيين، ويحاولون إجبارهم على التقيد ببعض تعاليمهم.

وتعمد الحكومات الإسرائيلية إلى ذلك طمعًا في كسب أصواتهم في الانتخابات؛ إذ تشكل أعدادهم المتنامية ترسانة من الأصوات التي يوجهها الحاخامات لصالح المرشحين المرغوبين. ويستغل الحريدم نفوذ أحزابهم المشاركة في الائتلافات الحكومية وقوتها في فرض القوانين التي تكفل لهم رعاية مصالحهم وتطبيقها، والحفاظ على أسلوب حياتهم وتقاليدهم المحافظة داخل المجتمع الإسرائيلي. كذلك لا تفرض الحكومة الخدمة العسكرية، أو التجنيد الإجباري على الرجال الحريدم، وفق اتفاق غير مكتوب بينهم وبين حكومات إسرائيل المتعاقبة.

ويتبنى زعماء الحاخامات موقفًا يقتضي عدم الوثوق بأي سلطة غير حريدية؛ للتعامل مع الأمور التي تؤثر في الشعب اليهودي بأكمله، مثل قضايا الزواج، والطلاق، وتحويل الديانة، والتي يرون أنه إذا جرى التعامل معها بطريقة تتعارض مع الشريعة اليهودية، يمكن أن تخلق مشاكل حادة في هوية الأفراد اليهودية، وتمتد بجذورها أيضًا إلى أطفالهم.

ونتيجة لذلك؛ تناضل الأحزاب السياسية الحريدية من أجل حماية صلاحياتها، وامتيازاتها التي تحصل عليها من الدولة. ويقابل هذا استياء متزايد لدى الرأي العام من الوضع الديني الراهن، الذي من المرجح أن يسحب الشرعية من الحاخامات المتزعمين في عيون المواطن الإسرائيلي العادي، إلى جانب تنامي الدعوات المطالبة بالفصل التام بين الدين والدولة، وربما مزيد من الانقسام المجتمعي حول الهوية اليهودية للبلاد.

-كيف يشكل اليهود الأصوليون خطرًا على إسرائيل؟

في عام 2017، تخطى عدد اليهود الأصوليين في إسرائيل حاجز المليون للمرة الأولى، أي ما يمثل 12٪ من السكان. وبحلول عام 2065، يتوقع أن يشكل اليهود الأصوليون ثلث سكان إسرائيل، التي يتوقع أن يتضاعف عدد سكانها خلال الأربعين عامًا المقبلة.

صرح «المعهد الديمقراطي الإسرائيلي» العام الماضي، بأن عدد الطلاب المسجلين في المدارس الدينية «اليشيفا» من أجل الدراسة بدوام كامل، قد ازداد زيادة متقدة بين الحريدم، مع تراجع معدلات التوظيف بينهم، والتحاق عدد أقل منهم بالتعليم العالي المدني. وفي عام 2017، بلغ عدد الرجال الحريدم الملتحقين بدراسة دينية بدوام كامل 114 ألفًا، أي ما يمثل زيادة قدرها 21% على مدى الثلاث سنوات الماضية.

ما تفعله الحكومة الإسرائيلية لتفادي الأزمة مع الحريدم

«على الرغم من توقف الارتفاع في معدلات التوظيف والالتحاق بالدراسات الأكاديمية داخل إسرائيل، بعد عدة سنوات من الزيادة المستمرة في كليهما؛ إلا أنه توجد بعض البيانات المشجعة في ما يتعلق بزيادة الدخل، وانخفاض معدلات الفقر بين أوساط اليهود الحريدم. ويبدو أن هذا ثمرة جهود السياسات الحكومية التي تشجع اليهود الحريدم على الالتحاق بالتعليم العالي، والخدمة العسكرية، والتوظيف».

في السنوات الأخيرة، اتخذت الحكومة والمؤسسات التعليمية الإسرائيلية خطوات، تهدف إلى دمج مجتمعات الحريدم ضمن الجامعات، ومجالات سوق العمل. على سبيل المثال، أطلقت جامعة «التخنيون» في حيفا مخططًا رائدًا لجذب الشباب من اليهود الحريدم للالتحاق بالتعليم الأساسي، ثم ضمهم إلى صفوف القوى العاملة.

«أطلقت وزارة النقل جهدًا مركزًا منذ بضع سنوات، يحتاج إلى مزيد من المهندسين. وإذا تمكنت التخنيون من جذب طلاب الحريدم إلى صفوفها؛ فيمكن ضمان الوظائف». وقد استطاعت «التخنيون» إلحاق حوالي 60 طالبًا من الحريدم من مجموع الطلاب البالغ عددهم 10 آلاف،

وقد تنامت جهود دمج اليهود الحريدم داخل المجتمع الإسرائيلي العلماني في السنوات الأخيرة، ومع أن 45% منهم يعيشون في فقر بالوقت الحالي، مقارنة بمعدل الفقر الذي يبلغ 11% بين بقية الإسرائيليين؛

وتعمل الحكومة الإسرائيلية على النهوض باليهود الحريدم في سوق العمل، عن طريق توفير البرامج الحكومية، والدورات التي تهدف إلى تلقينهم المهارات والتعليم المناسب من أجل إعدادهم لمتطلبات سوق العمل. ونتيجة لذلك؛ بدأ يرتفع عدد المتعلمين من الحريدم تعليمًا جيدًا، وتبعًا لهذا انخفضت نسبة العاطلين عن العمل من الرجال الحريدم

«ومع ذلك، ما تزال نفقات اليهود الحريدم أعلى من دخلهم، الأمر الذي قد يشير إلى تحويل أموال غير قانونية إليهم، أو تلقيهم تبرعات غير مبلغ عنها من الخارج».

الخارجية الامريكية: حل أزمة سد النهضة من الخارج مستحيل

أكدت جيرالدين جريفيث، الناطقة الاقليمية باسم وزارة الخارجية الامريكية، أنه من المستحيل فرض الولايات المتحدة أي حل لأزمة سد النهضة من الخارج، موضحة أن امريكا مستعدة لتقديم الدعم للدول الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا من أجل الحل.

وأضافت جيرالدين جريفيث، في حوار متلفز، أن الإدارة الامريكية تحث الدول الثلاثة مصر واثيوبيا والسودان على التعاون فيما يخص أزمة سد النهضة.

وأشارت جيرالدين جريفيث، الناطقة الاقليمية باسم وزارة الخارجية الامريكية، إلى عملهم على تحسين الوضع المعيشي للشعب الفلسطيني عبر استئناف المساعدات، كما أن هناك خطوات امريكية للتصدي لانعدام الأمن الغذائي في الشرق الاوسط وفي العالم كله، مؤكدة أنهم يتعاونون في ذلك مع السعودية والامارات.

إسرائيل: نسرع بتحضير الجبهة الداخلية للتحرك ضد إيران

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اليوم الأحد، أن إسرائيل تحضر الجبهة الداخلية للحرب، موضحا إلى احتمال العمل ضد التهديد النووي الإيراني.

“نستعد بقوة”
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستعد بقوة للتحضير لهجوم في إيران، مشددا على ضرورة الاستعداد لأي “تطور وأي سيناريو”.

كما أضاف أن الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني في صلب الأمن القومي، وفي صميم استعدادات الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن هناك مجموعة متنوعة من الخطط العملياتية، وتخصيص العديد من الموارد، والحصول على الأسلحة المناسبة، والاستخبارات والتدريب.

“حرية التصرف”
في السياق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أنه أوضح للرئيس الأميركي بايدن معارضته للاتفاق النووي.

وقال في مستهل جلسة الحكومة، اليوم الأحد، إن إسرائيل تحتفظ بحرية التصرف الكامل دبلوماسيا وعملياتيا ضد البرنامج النووي الإيراني.

كما وصف لابيد زيارة بايدن بـ”التاريخية”، نظرا لتحقيقها إنجازات سياسية واقتصادية وأمنية، على حد وصفه.

تعهّد مشترك
أتت هذه التطورات بعدما وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الخميس الماضي، تعهدا مشتركا لمنع حصول إيران على سلاح نووي، وذلك في ختام جدل طويل حول المساعي الدبلوماسية مع طهران.

وقال بايدن الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، إنه منفتح على خيار الملاذ الأخير، باستخدام القوة ضد طهران، في خطوة واضحة باتجاه قبول دعوات إسرائيل للقوى الدولية بالتلويح “بتهديد عسكري قوي”.

جمود المفاوضات
يذكر أن المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى كانت انطلقت في فيينا منذ أبريل العام الماضي، واستمرت على مدى جولات ماراثونية، قبل أن تتوقف في مارس المنصرم جراء بعض الطلبات الإيرانية المستجدة من خارج الاتفاق، كرفع اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، فضلا عن تشددها في بعض الضمانات.

ومنذ ذلك الحين، غرقت المباحثات في حالة من الجمود، إلا أن المساعي الأوروبية الأخيرة دفعت نحو العودة إلى طاولة التفاوض ثانية.

في حين أبدى بايدن نيته إعادة واشنطن إلى متن الاتفاق، بشرط عودة طهران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه، والتي بدأت التراجع عنها اعتبارا من عام 2019.

لماذا دعا المستشار الألماني الرئيس السيسي لزيارة برلين؟

تتعدد الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي التي كان آخرها زيارة المملكة العربية السعودية لعقد القمة العربية الأمريكية بحضور قاعدة دول مجلس التعاون الخليجي ومعهم مصر والأردن والعراق بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، واليوم توجه الرئيس السيسي إلى العاصة الألمانية برلين في زيارة تستغرق يومين، للمشاركة في فاعليات “حوار بيترسبرج للمناخ” الذي يعقد برئاسة مصر وألمانيا.

ويعد حوار بيترسبرج أحد المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ.

وتأتي دعوة مصر للرئاسة المشتركة لهذا المحفل الهام تقديراً للدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي في إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.

ومن المقرر أن تشهد زيارة برلين لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عدد من المسئولين الألمان، وعلى رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، في إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ووفق السفارة الألمانية بالقاهرة، فإن الرئيس السيسي سيبدأ الزيارة الأحد ولمدة يومين على رأس وفد كبير، يجري خلالها مباحثات ثنائية مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشار أولاف شولتس، وعدد آخر من أعضاء بارزين في الحكومة الألمانية، فضلاً عن مشاركته في مؤتمر حوار بيترسبرج للمناخ.

وعبر سفير ألمانيا بالقاهرة فرانك هارتمان، عن سعادة بلاده بالزيارة المرتقبة، مؤكداً أنها تؤكد من جديد عمق العلاقات الألمانية المصرية والاهتمام المشترك لكلا البلدين بتعميق التعاون في مجال حماية المناخ والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه ستُجرى خلال الزيارة مناقشة قضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن الجدير بالذكر، أن ألمانيا تنظم “تنظم حوار بيترسبرج للمناخ” منذ عام 2009، قبيل انعقاد المؤتمر السنوي للأمم المتحدة حول المناخ، وترجع تسمية نسبة نسبة إلى المكان الذي انعقد فيه للمرة الأولى بمدينة بون.

ويشهد المؤتمر مباحثات تمهيدية ومقاربات وتوافقات بشأن قمة المناخ التي سوف تعقبه، حيث أوضح بيان للسفارة الألمانية، أنه من المقرر أن تدير ألمانيا الحوار هذا العام، بمشاركة مصر التي تستضيف قمة المناخ “COP27″، المزمع انعقادها نهاية العام الجاري في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، مؤكداً أن قضية حماية المناخ تمثل أولوية مشتركة.

ولفت البيان إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا تتزامن مع الاحتفال بمرور سبعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا.

العلاقات المصرية الألمانية

ومن جهته، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا تأتي ضمن العلاقات الاستراتيجية والوثيقة والقوية بين مصر وألمانيا.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن العلاقات المصرية الألمانية تنامت خلال السنوات الأخيرة وتزينت بالعديد من المشروعات مثل القطار الكهربائي ومشاريع الطاقة والكهرباء، لافتا إلى أن هذه المشروعات خاصة مشروع القطار الكهربائي يمثل أحد ركائز مشاريع النهضة والتنمية، لأن النقل يعبر عن انتقال مصر نقلة حضارية جديدة.

وأشار إلى أن التعاون بين البلدين كبير في مختلف النواحي خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والعملي، وهناك تفاهم كبير بين الدولتين وعلاقات ثقافية وعملية كبيرة على مدار التاريخ.

وبخصوص حار بيترسبرج للمناخ، قال خبير العلاقات الدولية، إن ألمانيا منذ سنوات حريصة على عقد حوار المناخ قبل انعقاد مؤتمر المناخ، لذلك قامت ألمانيا بدعوة مصر للمشاركة في حوار بيترسبرج هذا العالم بصفتها المستضيفة لقمة المناخ القادمة في شرم الشيخ والمقرر له في نوفمبر القادم.

وأشار البرديسي أن مصر ستقدم رؤيتها للمناخ العالمي في حوار بيترسبرج ورؤيتها حول قمة المناخ القادمة، وكيف يكون هناك اعتماد أكثر على وسائل الطاقة الجديدة والمتجددة، والجهود المصرية في دعم مجال الهيدروجين الأخضر، وغيرها من القضايا والملفات الخاصة بقمة المناخ والتي تختص أيضا بالقارة الأفريقية.

صعود “بريكس”: العملاق الاقتصادي الذي يواجه الغرب

كانت قمة مجموعة السبع في “إلماو”، بألمانيا، في 26-28 يونيو، وقمة الناتو في مدريد، بإسبانيا، بعد يومين، غير مجدية عمليًا من حيث توفير حلول فعلية للأزمات العالمية المستمرة – الحرب في أوكرانيا، والمجاعات التي تلوح في الأفق، و تغيرات المناخ وقضايا أخرى تهدد حياة البشر. لكن فشل هذين الحدثين المهمين قدما مثالًا صارخًا على عجز الغرب، وسط الديناميكيات العالمية المتغيرة بسرعة.

كما كان الحال منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، حاول الغرب إظهار الوحدة، على الرغم من أنه أصبح من الواضح مرارًا وتكرارًا عدم وجود مثل هذه الوحدة. بينما تدفع فرنسا وألمانيا وإيطاليا ثمناً باهظاً لأزمة الطاقة الناتجة عن الحرب، يضيف البريطاني «بوريس جونسون» الوقود إلى النار على أمل جعل بلاده وثيقة الصلة على الساحة العالمية بعد إذلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. في هذه الأثناء، تستغل إدارة «بايدن» الحرب لاستعادة مصداقية واشنطن وقيادتها لحلف الناتو – خاصة بعد الولاية الكارثية لـ «دونالد ترامب»، التي كادت أن تفكك التحالف التاريخي.

حتى حقيقة أن العديد من البلدان الأفريقية أصبحت عرضة للمجاعات – نتيجة لانقطاع الإمدادات الغذائية القادمة من البحر الأسود وما تلاه من ارتفاع في الأسعار – لا يبدو أنها تزعج قادة بعض أغنى البلدان في العالم. لا يزالون يصرون على عدم التدخل في سوق الغذاء العالمي، على الرغم من أن الأسعار المرتفعة للغاية دفعت بالفعل عشرات الملايين من الناس إلى التدهور إلى ما دون خط الفقر.

على الرغم من أن الغرب كان لديه القليل من المصداقية التي كان من المفروض استغلالها، فإن هوس القادة الغربيين الحالي بالإبقاء على آلاف العقوبات على روسيا، وزيادة توسع الناتو، وإلقاء المزيد من “الأسلحة الفتاكة” في أوكرانيا والحفاظ على هيمنتهم العالمية بأي ثمن، دفع مصداقيتهم تقف إلى مستوى منخفض جديد وجعلهم عرضة للسخرية، سواء من قبل مواطنيهم أو من قبل خصومهم، بالأخص مع تقديم الاستقالات.

منذ بداية حرب أوكرانيا، دافع الغرب عن نفس المعضلة “الأخلاقية” التي أثارها «جورج دبليو بوش» في بداية ما أطلق عليه “الحرب على الإرهاب”. فقد أعلن في سبتمبر 2001: “إما أن تكون معنا أو مع الإرهابي”. لكن الصراع الجاري بين روسيا والناتو لا يمكن اختزاله في مجرد كليشيهات بسيطة وتخدم مصالحها الذاتية. يمكن للمرء، في الواقع، أن يرغب في إنهاء الحرب، ولا يزال يعارض الأحادية الأمريكية الغربية. ومع ذلك، فإن السبب وراء نجاح الإملاءات الأمريكية في الماضي هو أنه، على عكس المناخ الجيوسياسي الحالي، تجرأ قلة على معارضة سياسات واشنطن: على سبيل المثال، نظام الشهيد «صدام حسين» ونظيره «معمر القدافي» وأخرون في أمريكا اللاتينية، بينهم «فيديل كاسترو».

لقد تغير الزمن. تبحر روسيا والصين والهند، إلى جانب العديد من البلدان الأخرى في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، في جميع المساحات المتاحة لمواجهة الهيمنة الغربية الخانقة. لقد أوضحت هذه الدول أنها لن تشارك في عزل روسيا أو تشارك لصالح أجندة الناتو التوسعية. على العكس من ذلك، فقد اتخذوا العديد من الخطوات لتطوير بدائل للاقتصاد العالمي الذي يهيمن عليه الغرب، ولا سيما الدولار الأمريكي الذي خدم، على مدى خمسة عقود، دور سلعة، وليس عملة، في حد ذاتها. كان الأخير (الدولار الأمريكي) سلاح واشنطن الأكثر فاعلية، حيث ارتبط بالعديد من الأزمات والعقوبات التي دبرتها الولايات المتحدة، كما هو الحال في العراق وفنزويلا، من بين أمور أخرى، الجوع الجماعي.

تدرك الصين وآخرون أن الصراع الحالي لا يتعلق بأوكرانيا ضد روسيا، بل يتعلق بشيء أكثر أهمية. إذا انتصرت واشنطن وأوروبا، ودُفعت موسكو خلف “الستار الحديدي” الذي يضرب به المثل، فلن يكون أمام بكين خيارات أخرى سوى تقديم تنازلات مؤلمة للغرب الذي عاود الظهور. وهذا بدوره من شأنه أن يضع حدًا أقصى للنمو الاقتصادي العالمي للصين، ويضعف موقفها فيما يتعلق بسياسة الصين الواحدة.

الصين ليست مخطئة. على الفور تقريبًا بعد الدعم العسكري غير المحدود لحلف الناتو لأوكرانيا والحرب الاقتصادية اللاحقة على روسيا، بدأت واشنطن وحلفاؤها في تهديد الصين بشأن تايوان. كان الهدف من العديد من التصريحات الاستفزازية، إلى جانب المناورات العسكرية والزيارات رفيعة المستوى من قبل السياسيين الأمريكيين إلى “تايبيه”، هو التأكيد على هيمنة الولايات المتحدة في المحيط الهادئ.

دفع سببان رئيسيان الغرب إلى زيادة الاستثمار في نهج المواجهة الحالي ضد الصين، في وقت كان يمكن القول إنه كان من الأفضل ممارسة درجة من الدبلوماسية والتسوية. أولاً، خوف الغرب من أن بكين قد تسيء تفسير أفعالها على أنها ضعف وشكل من أشكال الاسترضاء. وثانيًا، لأن علاقة الغرب التاريخية مع الصين كانت دائمًا مبنية على التخويف، إن لم يكن الإذلال الصريح. من الاحتلال البرتغالي لـ “ماكاو” في القرن السادس عشر، إلى حروب الأفيون البريطانية في منتصف القرن التاسع عشر، إلى حرب «ترامب» التجارية على الصين، لطالما نظر الغرب إلى الصين كموضوع وليس شريكًا.

ولهذا السبب بالتحديد لم تنضم بكين إلى جوقة الإدانات الغربية لروسيا. على الرغم من أن الحرب الفعلية في أوكرانيا ليست ذات فائدة مباشرة للصين، إلا أن النتائج الجيوسياسية للحرب قد تكون حاسمة لمستقبل الصين كقوة عالمية.

وبينما يظل حلف الناتو مصراً على التوسع لإظهار متانته ووحدته، فإن النظام العالمي البديل الذي تقوده روسيا والصين هو الذي يستحق الاهتمام الجاد. وفقًا لصحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج” الألمانية، تعمل بكين وموسكو على زيادة تطوير نادي “بريكس” للاقتصادات الناشئة الرئيسية ليكون بمثابة ثقل موازن لمجموعة الدول السبع (G7). صُممت قمة “البريكس” الأخيرة في 23 يونيو كرسالة إلى مجموعة السبع بأن الغرب لم يعد في مقعد القيادة، وأن روسيا والصين ودول الجنوب تستعد لخوض معركة طويلة ضد الهيمنة الغربية.

في خطابه في قمة “البريكس”، اقترح الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» إنشاء “عملة احتياطي دولية على أساس سلة عملات بلداننا”. حقيقة أن الروبل وحده تمكن من البقاء، بل في الواقع ازدهر، في ظل العقوبات الغربية الأخيرة، يعطي الأمل في أن عملات “البريكس” مجتمعة يمكنها في النهاية تهميش الدولار الأمريكي باعتباره العملة المهيمنة في العالم.

وبحسب ما ورد، كان الرئيس الصيني «شي جين بينغ» هو الذي طلب تغيير موعد انعقاد قمة “البريكس” من 4 يوليو إلى 23 يوليو، بحيث لا يبدو أنه رد على قمة مجموعة السبع في ألمانيا. وهذا يؤكد بشكل أكبر كيف بدأت دول “البريكس” في رؤية نفسها كمنافس مباشر لمجموعة السبع (G7). توضح حقيقة تقديم الأرجنتين وإيران لعضوية “البريكس” أيضًا أن التحالف الاقتصادي يتحول إلى كيان سياسي، في الواقع جيوسياسي.

المعركة العالمية المقبلة ربما تكون الأكثر أهمية منذ الحرب العالمية الثانية. بينما سيواصل الناتو الكفاح من أجل أهميته، ستستثمر روسيا والصين ودول أخرى في مختلف البنى التحتية الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية، على أمل خلق توازن دائم ومستدام للهيمنة الغربية. ومن المرجح أن تشكل نتيجة هذا الصراع مستقبل البشرية.